Posted by : مجالي البوق الاثنين، 31 مارس 2014




تعبير الرؤيا  نوعٌ من الفُتيا:

قد وصفَ القُرآن الكريم تأويلَ الرؤيا وتعبيرها بأنَّهُ فُتيا, ووصفَ السؤالَ عن الرؤيا؛ لمعرفة تأويلها بالاستفتاء. يقول تعالى:{يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِي فِي رُءۡيَٰيَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُونَ}[1], ويقول: {يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفۡتِنَا فِي سَبۡعِ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعِ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖ لَّعَلِّيٓ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَعۡلَمُونَ}[2] ,فهذا الاستعمالٌ بلفظِ" أفتوني" و" أفتنا" يُشعرُ بأنَّ السؤالَ عن التعبيرِ يُعتبرُ استفتاءً.

وقال تعالى : {قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ}[3] , وإذا كان الأمرُ هكذا فإنَّ تأويل الرؤيا يعتبرُ من الفُتيا, وما كانَ شأنهُ كذلك فلا يتصدى له إلا من كان لديهِ علمٌ في هذا الشأن، كيف وقد وُصِفَ تأويل الرؤى بما يدل على أنه عِلمٌ من العلوم كما في قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ}, والعِلم لا يخوض فيه إلا أهلُه.

وقد سُئل الإمامُ مالك - رحمه الله -:" أيَعْبُرُ الرؤيا كلُّ أحدِ؟ " , فأجاب: " أبالنبوةِ يُلعب؟ " وقال: " الرؤيا جزءٌ من النبوّة فلا يُلْعَبُ بالنبوّة".
وهو يشيرُ بهذا الجواب إلى ما ورد في الحديث من كون الرؤيا جزءًا من النبوّة.[4]


وقد ذهب بعضُ أهلِ العلم إلى أنَّ تأويلَ  الرؤيا وتفسيرها من الفُتيا, واستدلوا بما تقدمَ من الآياتِ, ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) حيث قال - رحمه الله -: "... أن علم التعبير من العلوم الشرعية، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه، وأن تعبير المَرائي داخلٌ في الفتوى؛ لقوله للفتيَيْ: {قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ}, وقال الملك: {أَفۡتُونِي فِي رُءۡيَٰيَ},وقال الفتى ليوسف:{أَفۡتِنَا فِي سَبۡعِ بَقَرَٰتٖ} الآيات ،فلا يجوز الإقدام على تعبير الرؤيا من غير علم"[5].

 وقال ابن حجر: "أنها -أي الرؤيا- لمّا أَشبهت النبوةَ من جهة الاطلاع على بعض الغيب لا ينبغي أن يُتَكلَّم فيها بغير علم"[6]، فالحافظ ابن حجر يؤكد على أنه لا ينبغي أن يتصدى لتعبير الرؤيا من لا علم عنده.

وقال صاحب الفروق: "وقوله- عليه السلام- :« لم يبق بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة»  حضَّ على نقلها والاهتمامِ بها؛ ليبقى لهم بعده- عليه السلام- جزء من النبوة فبشر بذلك أمته، ولا يعبر الرؤيا إلا من يعلمها ويحسنها ، وإلا فليترك"[7]،فهذا الإمام القَرَافيّ- رحمه الله- يؤكِّد أيضًا على أن تعبير الرؤيا لا يقوم به إلا من يعلمها ويحسنها، فإن لم يكن كذلك فإنه يجتنب التعبير ويتركه.

وقال الشيخ خليل بن شاهين الظاهري- رحمه الله- : " لا ينبغي أن تُقَصَّ الرؤيا إلا على معبِّر، ويجب على من لا يعرف علم التعبير أن لا يعبر رؤيا أحد؛ فإنه يأثم على ذلك؛ لأنها كالفتوى، وهي في الحقيقة علم نفيس"[8] ،وكلامُه- رحمه الله- فيه تصريحٌ بأن التعبير فُتيا، وأنّ من عبّر بدون علم فإنه يأثم.

وعندما سُئل الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- عن حكم تعبير الرؤيا أجاب بقوله: " بشرط أن يكون الإنسان عنده علم"اهـ[9] , يعني يجوز له التعبير بشرط أن يكون عندهُ علم.

فهذه جملةٌ من أقوال أهل العلم الذين يرون أن تعبير الرؤيا لا يتصدّى له إلا من كان لديه علم في هذا الشأن، وبعضهم يُصَرِّحُ بأنها فتيا، وأن التعبير بدون علم لا يجوز، وأن صاحبه يأثم، وحتى من ذهب من المُعاصرين إلى أن تعبير الرؤيا ليس فتيا بالمعنى الشرعي- وهو الشيخ فهد اليحيى-، الذي يرى أن ورود التعبير في القرآن بلفظ الفتيا إنما هو من باب اللغة، وأما الفتوى الشرعية فهو مصطلح حادث لا تتنزًّلُ عليه ألفاظ القرآن الكريم-، وذكر بعض الفروق بين التعبير والإفتاء، إلا أنه مع ذلك قال: " لا ريب أن الواجب عدم التعجل في تعبير الرؤيا والتخرص في ذلك، وأما أن يجتهد الشخص في تعبير الرؤيا استنادًا لما تدل عليه من رموز دون أن يجزم بذلك أو يُشعِر الرائي أنه من أهل التعبير فلا يظهر المنع منه" اهـ.[10]، فهو يتفق مع من سبقه في أن التعبير لا يجوز بالخرص والظن، وأما من كان يعبر استنادًا إلى ما تدل عليه رموز الرؤيا فعمله جائزٌ لا مانع منه.

وإنَّما أسهبتُ في هذه المسألة وذكرتُ أقوال أهل العلم فيها؛ لأن من أسبابِ وقوعِ بعض الشرور والمفاسد في أمرِ الرؤى وما يترتب عليها تعبيرها بغيرِ علمٍ, والتصدي للتعبير والتأويلِ من قِبلِ أُناسٍ ليسَ عندهم علمٌ ولا خبرةٌ أوتمكنٌ في تفسير الرؤى.  وقد يأخذُ النَّاس تعبيراتهم مُعتقدينَ صحتها ويبنون على ذلك بعضَ التصورات والتصرفات التي قد ينجُمُ عنها مفاسدُ وشرورٌ تَعظُمُ أحيانًا.



 التعبيرُ والكِهانة:

ومما تجدرُ الإشارةُ إليهِ والتنبيهُ عليهِ أنَّ التعبير في الأصلِ نوعٌ من الإلهام الذي يُلهمهُ الله من شاءَ من عباده؛ فيعرفُ كيفَ يستخرجُ التعبير ويدرك وجهه. والمعبر المُلهَم من عُرِف بالتعبير في سنٍّ لا يُتصَوَّرُ معها تحصيلُ علمٍ ولا اكتساب، ولا خبرةٍ ولا تجارب , وتكون تعبيراته مطّردةٌ وتُصبحُ كأنها قواعد يمكن الاستفادة منها في تعبير رؤى الناسِ.[11]
وممن عُرِفَ بالإلهام في التعبير الشيخ "يوسف المطلق" –رحمه الله- ؛ فقد كان يعبر الرؤيا وهو ابن عشر سنين , ومنهم كذلك الشاعرُ والأديب والمفسر "ياسر الأمير" ،وقد عرف بالتعبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة[12].
كما يمكن كذلك أن يكون التعبير عن طريق التعلُّم والاكتساب- بالنظر والقراءة فيما يتعلق بهذا الشأن- , وبالاطلاع على أصول وقواعد التعبير عند الـمُلهَمِين من المعبِّرين في العصر.
وليس معنى كون المعبر ملْهَمًا أنه إذا سُئِل عن كيفية تعبيره للرؤيا , أجاب بقوله : "هكذا وقع في نفسي" ؛ فالمُلهَم يعرف وجه التعبير ويمكن أن يبيِّنه لك , وليس معنى الإلهام ( ما يقعُ في النفس ويُلقَى فيها )، فإنَّ هذا قد يكون من القرين ولا علاقةَ له بالتعبير.
وقدْ يكونُ- أيضًا- منَ الجآنِّ المُرافقِ للشخصِ بسبب مسٍ أو غيره , وليسَ هذا من بابِ الاستعانةِ بالجنِّ في الأمرِ المباح عند من يرى جواز ذلك[13] ؛لأنَّ هذا الجآنَّ ليسَ من أهلِ العلم بالتعبيرِ، وغايةُ ما يُخبرُ بهِ إنما هي أمورٌ حصلت في الماضي أو هيَ موجودةٌ في الواقع وليستْ لها علاقة بتعبيرِ الرؤيا- لا من قريبٍ ولا من بعيد-[14].







عَلامَاتٌ وأَمَارَاتٌ للتَعْبيرِ عنْ طريقِ القَريْنِ:

ونذكرُ هنا بعض العلامات التي يُعرف بها أنَّ هذا التعبيرَ لا يستنِدُ إلى الأصول والقواعد في علمِ التعبير وإنّما يستنِدُ إلى إخبارِ القرينِ أوِ الجآنِّ : إمّا عن طريق ما يُلقَى في النفسِ مع عدمِ معرفةِ وجهِ التعبيرِ ,أو عن طريقِ ما يُلقى في سمعهِ من كلامِ الجآنِّ وإخبارهِ عن أشياء يظنُّها تعبيرًا للرؤيا.
ومن ذلكَ:
1.       تعبيرُ الرؤيا بأمورٍ قد حصلت.
فأنتَ حينما تسألُ هذا النوع من المُعبرين يُخبركُ بأنَّهُ حصل لكَ كذا وكذا من أمورٍ ماضيةٍ , وهذا ليسَ تعبيرًا، وإنّما هو إخبارٌ عن طريقِ القرينِ أو الجآنِّ ؛ لأنَّ الأصلَ في تعبير الرؤيا أنَّها تُخبرُ عن أمرٍ يقعُ في المُستقبل , أو أمرٍ واقعٍ في الحاضرِ ولكنَّهُ يخْفى عليك, أمّا أنْ يكونَ تعبيرها إخبارًا عن أمورٍ وقعت وحصلت أو أمورِ معلومةٍ لك في الواقع الحاضر، فهذا لم يُفدكَ شيئًا وإنّما هوَ من بابِ تحصيلِ الحاصل.

2.       ومنها أنْ يعبُرَ كُلَّ جُزئيةٍ في الرؤيا- حتى وإنْ كانتْ طويلة-؛ فيصبحُ التعبيرُ كلامًا طويلًا كأنَّهُ قصة.
والأصلُ في التعبير عند المُلْهَمينَ أنَّ المعبِّرَ إنّما ينظر إلى القصدِ والغايةِ من الرؤيا , فيكونُ هذا القصدُ هو الشاهدُ المُعتبر في التعبيرِ وما عدا ذلكَ  فهو من بابِ الحواشي والمُكمِّلات للرؤيا.

3.       ومنها أنْ يذْكُرَ المُعبِّرُ أمورًا دقيقةً في تعبيرهِ للرؤيا- ليست بخافيةٍ على الرائي-؛ ليُثبِتَ قوة تعبيرهِ.

وهو بذلك إنّما يبرهن على أنَّهُ إنّما يستقي تعبيرهُ عن طريقِ إخبارِ القرينِ والجآنِّ , كمن يخبر عن لونِ الحذاء الذي تلبسهُ الزوجة, أو يلبسه الزوج , أو يُخبر عن لونِ غرفةِ النوم , أو يُخبر أنَّكَ مصابٌ بعينٍ في منطقة محدّدة من الجسد- وليس في الرؤيا ما يدل على مكانها-, أو يُحدُّد أوقاتًا معينةً (بالسنةِ والشهرِ واليومِ والساعةِ والدقيقة).

4.       ومنها أنّكَ لا تجدُ علاقةً- لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ- بينَ الرؤيا وبين هذا التعبير الذي عبرهُ لك هذا المُعبّر , حتى إنّك لتتعجبُ وتصيبك الدهشة من جرّاءِ ما سمعت.

5.       ومنها أنَّ بعضهُم يشترطُ أن تكونَ الرؤيا حديثة , ولم يمر عليها أكثر من ثلاثة أيام؛ وهذا واللهُ أعلم لأنَّهُ إذا مضت هذه المدة , ربما أتى القرين بالعجائب؛ فحتى لا ينكشفَ أمرهُ و يُفتضِح يشترِطُ هذا الشّرط الذي لا دليل عليه لا من كتابٍ ولا من سُنةٍ ولا من عملِ صحابيٍّ أو تابعيٍّ ، ولا من عُرْفٍ عند أهل العلمِ بالتعبير في القديم أو في الحديث.

وقد ابتُلينا بكثرةِ هذا النوعِ من المُعبرينَ , وليس هذا من التعبيرِ في شيء، وهو أشبهُ بالكهانةِ منه بالتعبيرِ الذي عُرفَ عندَ النبيِّ –صلى الله عليه وسلم- , وأصحابهِ –رضوانُ الله عليهم- , ومن بعدهم من السلفِ –رحمهم الله- الذين كانوا أئمةً في هذا الشأنِ.
ولا شكَّ أنَّ أخذَ التعبيرِ من هؤلاءِ لهُ مدخلٌ فيما قد يحصلُ من المفاسد والشرورِ العظيمة مما يتصل بالكلامِ على ما يتعلّق بمسألةِ العملِ بالرؤى.



 التعبيرُ عنْ طريقِ الكُتُبِ القديمةِ:

إنَّ النظرَ فيما وردَ من التعبيرِ في الكتبِ القديمةِ ينبغي أنْ يكونَ المقصودُ منه دراسةَ أوجهِ التعبير , وكيف كان قدماء المعبرين يعبرون الرؤى و يستنبطون العلاقة بين التعبير والرمز المُعبَّر.
أمَّا أنْ يعتمدَ التفسيرات القديمة؛ ليُفسر بها الرؤى في هذا العصر، فإنَّ هذا يقع بهِ من الشرِّ والفسادِ بسببِ الخطأ في التعبير بالتفسيراتِ القديمة- كما سنوضِّح -، ومن هنا يُعلَم أن اشتراط أن يكون المُعبِّر للرؤيا عنده علم فيها، لا يعني أن يعتمد التعبيراتِ الموجودة في الكتب القديمة؛ فإنّ هناك فروقًا بين التعبير في الماضي، والتعبير في الحاضر، ومن لا يدرك هذه الفروق فسوف يأتي في تعبيره للرؤى بالعجائب.

ولتوضيح ذلك أوردُ بعض الأمثلة:

1- الجمل: كان يُعبر في القديم كرمزٍ للسفرِ , ولكن بعد ظهور السيارات أصبحَ يرمزُ للخطر وما يتصلُ به , ولذلك لمّا جاء رسول "تركي بن عبد العزيز" إلى المُعبِّر في وقته الشيخ "محمد المصري" , يقول له: إنَّ الأميرَ رأى أنَّه راكبٌ جملًا والنَّاسُ من قدامه وخلفهِ وعن يمينه وعن شمالهِ , فقال الشيخ:خيرًا إن شاء الله،ثُمَّ لمّا مشى الرسول ,قال: هذا نعَشَه.[15]
وهذا التعبيرُ هو المُعتمدُ عند المُلْهَمينَ من أهل التعبيرِ في هذا الوقت , والجملُ عندهم قد يرمزُ  لرجلٍ يُشكِّل خطرًا عليك , وقد يرمزُ لأمرٍ مكروه يُشكل خطرًا –مثل مرضٍ أو حادث أو غيره- وهكذا.[16]
2- النَّار: رُبما كانت تُعبر في القديم بالفتنة[17] , وأمّا في الوقت المُعاصر فإنّ تعبيراتها تدورُ حول حصول منفعة للرائي , قد تكونُ منفعةً دينية وقد تكون دنيوية؛  ولهذا قد تعبر بالهدايةِ والصلاحِ والنفعِ والمالِ والعلم وغيرِ ذلك مما هوَ خير.
ولمّا سُئل الشيخُ "يوسف المطلق" –رحمه الله- عن رؤيا شخصٍ رأى فيها دارَ فُلانٍ من الناس وقد اشتعلت كلها نارًا , قال: هي بشرى لأهلِ البيتِ كلِّهم بالهدايةِ والصلاحِ[18].
ويدلُّ لهذا التعبير قوله تعالى : {أَوۡ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدٗى}[19], فقرن بين النّارِ والهدى.
ويدلُّ على تعبيرها بالمنفعة قولهُ تعالى :{إِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهۡلِهِۦٓ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا سَ‍َٔاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ ءَاتِيكُم بِشِهَابٖ قَبَسٖ لَّعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ} [20], والاصطلاءُ : التدفئة ، وهي نوعٌ من المنفعةِ , ولا فرق بين أن تكونَ الرؤيا التي فيها النار واقعة في زمن الصيف أو الشتاءِ بخلافِ الُمتقدِّمينَ فإنهم يفرقون بين ذلك.

3- المطر: يعبر عند السابقين بالخير والرحمة والعلم والرزق , وأما عندَ المُلهَمين من أهل التعبير في هذا العصر فهو يُعبر بحصولِ الابتلاء [21], وتختلف درجتهُ باختلاف المطرِ - شدةً وضعفًا وكثرةً وقلةً- , وهل أصابه أم لا.
ووجهُ تعبيرِ المطر بالابتلاءِ أنَّهُ لم يُذكَر لفظُ المطر في القرآن إلا مُقترنًا بالعذاب , كقوله - تعالى- :,{وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ}[22] ,{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ}[23],{وَلَقَدۡ أَتَوۡاْ عَلَى ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِيٓ أُمۡطِرَتۡ مَطَرَ ٱلسَّوۡءِۚ أَفَلَمۡ يَكُونُواْ يَرَوۡنَهَاۚ بَلۡ كَانُواْ لَا يَرۡجُونَ نُشُورٗا}[24],{ وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلۡمُنذَرِينَ}[25], وهو اللفظُ المستخدم عند الناس؛ فهم يستعملون كلمة مطر ولا يستعملون كلمة غيث.

4- البحر: وقد يُعبر عند الأولين بالسلطانِ والعلمِ وغير ذلك , وهو عندَ المُلْهَمينَ في هذا العصرِ يُعبرُ بالخطرِ والمشكلةِ و ما قاربَ هذا.
فمن رأى نفسَهُ في البحرِ فهو يتعرّض لمشكلةٍ أو خطر , وإذا كان راكبًا في سفينة فهي بشرى له بالنجاةِ من مشكلةٍ أو خطرٍ.
وإذا كانَ يسبحُ في البحرِ حتى يصل إلى الشاطئ , فهو خطرٌ يُحسِن التّعامُلَ معه حتى تحصل النجاةُ منه , وهكذا[26].

وإنّما ذكرتُ هذه الأمثلة؛ لشيوعها وانتشارها , وكثرةِ ورودها في رؤى النَّاسِ , فمن كان يعتمدُ في تفسيرهِ للرؤى على الكتب القديمة فإنه حرّيٌّ بأنْ يأتيَ بالعجائب في تفسيرِه ويقع في أخطاء لا حصرَ لها.





قواعدُ وأحكامُ اليقظةِ تختلفُ عن قواعدِ وأحكامِ المنام:

ومما يتّصِلُ بالتأويل،و يجدرُ التنبيهُ عليهِ أنَّ أحكام اليقظةِ تختلفُ عنْ أحكامِ المنامِ , وإنَّ إجراء أحكام المنام وتفسير الرموز الواردة فيه على نفس ما تدل عليه من أحكام اليقظة هو من الأخطاءِ في تفسيرِ الرؤى, وهو من أهمِّ أسبابِ وقوع المفاسد جرَّاء العمل برؤيا يعتقدُ صاحبها- أو مَن عَبَرَها له- أنَّها على ظاهرها , ويجرى هذا الظاهر على نحو الأحكامِ في اليقظة.
ومثال ذلك: أن يرى شخصًا في المنام وهو حليق بينما هو في الواقع ذو لحية , فيفسر الرؤيا على ظاهرها ويجري عليها أحكام اليقظةِ ويقول: إن هذه الرؤيا تدل على أنَّ هذا الشخص فاسق- وإن كان يظهِر لنا أنَّهُ متدين-!
ويقع بسبب هذا من سوء الظنِّ بهذا الشخص والتحذيرِ منهُ ورميِه بالتهم , وربما وصلَ الأمرُ بالحكمِ عليه بالردَّةِ والعياذ بالله.
ومثلُ ذلكَ لو رآهُ ممسكًا بسجارة يدخنُ بها , أو يمسك بزجاجة خمر يشربُ منها ونحو هذا , ثُمَّ يُجرِي في تفسيرها أحكام اليقظة- كما فعل في المثال السابق-.

ولتوضيحِ فساد هذا نورِدُ الأمثلة التالية:

-          الدجال يطوف بالكعبة:

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: « بينا أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر ينطف أو يهراق رأسه ماء، قلت: من هذا؟ قالواابن مريم, ثم ذهبت ألتفت، فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية قالوا: هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن قَطَن رجل من خزاعة »[27].

لاحظ في هذا الحديث:
1- اجتماع الثلاثة في وقت واحد: الرسول- عليه الصلاة و السلام-، و عيسى بن مريم- عليه الصلاة و السلام- و الدجال، و تأمل: هل يمكن أن تكون الرؤيا على ظاهرها؟ ويحدث هذا في الواقع ؟
2-  خلو المطاف إلا من هؤلاء و في رواية مسلم[28] هناك رجلان يعتمد عليهما المسيح ابن مريم- عليه الصلاة و السلام- و تأمل: هل يمكن أن يكون المطاف على هذه الصفة؟
فالإشكال ليس محصورًا فقط على دخول الدجال إلى مكة، بل كذلك على اجتماعهم في وقت واحدٍ، و خلوِّ المطاف إلا منهم، و هذه الإشكالات ليس بعضها أولى من بعضٍ في أهمية الجواب عنها ، ولم أرَ من أشار إلى غير الإشكال المتعلق بالدجال ودخوله مكة؛ وعلى هذا فإيراد الإشكال في نفسه ينبغي ألا يكون؛ لأنه لا يُعارَضُ ما في اليقظة بما يُرَى في المنام، ولأنه مع كون رؤيا الأنبياء حق لا يلزم أن تكون الرؤيا هنا صريحةً ويجتمع الثلاثة في زمن واحد بأجسادهم و أرواحهم و هم أحياء، ولكن تزول هذه الإشكالات كلها بما ذكرتُه من أن هناك مغايرةً بين قواعد اليقظة و المنام، و هذا يعتبر أصلاً عظيمًا من أصول التعبير[29] .


-          عمر –رضي الله عنه- وإسبالهُ القميص:

عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- أنه قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: « بينا أنا نائم رأيت الناس عُرِضوا عليّ وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعُرِض عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجترُّه، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: الدِّين » [30].
والإسبال في اليقظة منهيٌّ عنه , ولكن في هذه الرؤيا كان صفة مدحٍ لعمر تتعلقُ بإيمانهِ وعملهِ. قال ابن حجر: "وهذا من أمثلة ما يُحمَدُ في المنامِ ويُذَمُّ في اليقظة شرعًا -أعني جرّ القميص- ا هـ" [31] .
وهذا يدلك على أن هناك أمورًا قد تكون مذمومة في اليقظة ولكنها تكون محمودة في المنام وبهذا تعرِفُ أن أحكام اليقظة تختلف عن أحكام المنام وتعبيراته.

تلك كانت أمثلةً مما ورد في السنة النبوية المطهرة وهذه أمثلةٌ أخرى أوردها في هذا الخصوص من جملة التعبيرات المعاصرة:

-          يصلي وظهره إلى الكعبة:

رأى أحدهم أنه يصلي وظهره إلى الكعبة، فهذه الرؤيا حينما عُرِضتْ على بعض الجهلة ممن يزعمون معرفتهم بالتعبير أجرى عليها قواعد وأحكام اليقظة وقال: إن هذا الرجل يرتدّ والعياذ بالله، ولكن عبرها الشيخ يوسف المُطْلَق - رحمه الله - فقال: "هذا رجلٌ خطب امرأةً وسيولِّيها ظهره ويتركها." ووجه هذا التعبير أن الكعبة[32] في هذه الرؤيا ترمز إلى المرأة، وكون الرائي يصلي وظهره إلى الكعبة- وهوالشاهد هنا- يعني: أنه يتركها ولا يُقبِل عليها، فانظر - رحمك الله - إلى الفرق بين تأويل العلماء بالتعبير وبين الجاهلين به.

-          سالم حليق:

وهذا شخصٌ قال لي: "رأيت أحد إخواني في الله من أهل الاستقامة في المنام وهو حليق اللحية وخشيت أن يتغير حال هذا الشخص وينتكس والعياذ بالله." فقلت له: إن الرؤيا ليست لها علاقة بصاحبك، ولكن: ما اسمه؟ فأجاب بأن اسمه (سالم)، فقلت له بأن هذه الرؤيا تعني أنه سيحصل لك أمرٌ ويُقَدِّر لك الله السلامة منه، وستنفق مالاً كثيرًا بسببه، فقال لي: "نعم صدقت، فأنا بعد الرؤيا وقع لي حادث سيرٍ ونجاني الله منه وصرفْتُ مبلغًا كبيرًا لإصلاح السيارة."
فتأملْ كيف أن الرؤيا ليس لها تعلقٌ بالمرئيّ وإنما كانت تتعلق باسمه (سالم)- هذا من جهة-، ومن جهةٍ أخرى فإن كونه حليق اللحية رمزٌ يتعلق بإخراج المال وإنفاقه بالنسبة للرائي.
ومن هنا ندرك الخطأ في اعتبار الرؤيا متعلقةً بالمرئيّ، والخطأ الثاني في تفسير الحلاقة بما يتفق مع الأحكام التي تجري في اليقظة، وأن حلقها نوعٌ من المعصية والفسق، ولربما أجرى بعض المعبرين الجهلة هذا الحكم في اليقظة على هذه الرؤيا، وقال: إن سالمًا هذا رجلٌ فاسقٌ، واحذروا منه وانتبهوا فهو يُظهِر لكم خلاف ما يُبطِن ...إلخ من أنواع التهم والقذف والله المستعان؛ فالحلاقة للرأس أو للّحْية تتعلق بالمال، ويختلف تعبيرها بحسب الرؤيا؛ فهي إما مالٌ تنفقه وتخرجه، أو مالٌ يأتيك[33].


-          رأت زوجها يدخن:

وهذه إحدى النساء رأت زوجها يدخن، تقول: مع أنه في الواقع لا يدخن، وتعبيرها أن هذا خبرٌ سارٌّ يعمُّ أهل البيت؛ فالتدخين هنا يرمز إلى ما يحصل به الغبطة والسرور و(يكيِّفُ) الشخص, ووجه التعبير بهذا أن الدخان والشيشة عند من يتعاطاها تُعتَبر كيفًا له[34] ، وبعض الجهلة قد يُجرِي هذه الرؤيا وأمثالها على ظاهرها في أحكام اليقظة، وربما قال: إن هذا الزوج أو الرجل فاسقٌ واحذري منه وانتبهي له إلى غير ذلك مما يترتب عليه من الإفساد وإيقاع الشرور بين المرأة وزوجها.

-          يشرب الخمر:

ومن ذلك - كذلك - أن أحدهم رآى في المنام صديقًا له وفي يده زجاجة خمرٍ يشرب منها. يقول هذا الرائي: "فوقع في نفسي من الشك والظن السيء بهذا الصديق وكدت أن أُحذِّر منه أصدقائي الآخرين وأنه قد يكون مندسًّا بيننا وغير ذلك." ثم وفقه الله وسأل عن تعبيرها، فقال له المعبِّ:ر "ستصيب صديقك هذا منفعة." ووجه تعبير الخمر بالمنفعة أن الله -سبحانه وتعالى- قال: {يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ}[35] ؛ فاعتُبِر الإثم في اليقظة واعتُبِر النفع في تأويل رؤيا المنام.
وقد ذكرتُ هذه الأمثلة؛ للتنبيه على هذه المسألة وأن هناك فرقًا بين أحكام وقواعد اليقظة وبين أحكام وقواعد المنام، وكذلك نقول لو كان تعبير الرؤيا على ظاهرها لما احتاج الناس إلى من يفسّرها لهم، ولأصبح في متناول الكثيرين منهم أن يفسّر الرؤى على هذا الأساس، ومن هنا تقع المفاسد والشرور؛ لما يترتب على هذا النوع من التفسير من تصوراتٍ وتصرفاتٍ وسلوكيات. ومن أخطر ذلك:

-          رأى أنه المهدي:

وهذا أحد الإخوة رأى في المنام هاتفًا يسمعه ولا يراه يقول له "أنت المهدي." وكان الرائي من آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولما سأل عنها الشيخ يوسف المُطْلَق - رحمه الله - فسّرها له بقوله "إنها بشارةٌ لك باستكمال بعض الأمور الناقصة في دينك"[36]، ومعنى كلام الشيخ - رحمه الله - أن الله سيهدي هذا الرائي.

ولقد سمعتُ - بنفسي - عددًا من الرؤى رآى فيها أصحابها هواتف في المنام يسمع الرائي فيها هاتفًا يقول: "أنت المهدي" ومن ذلك ما وقع لي عام 1422هـ وأنا في جنيف-سويسرا- بعد أن ألقيتُ محاضرةً عن الرؤى سألني أحدهم - وكان من آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله "إثر سهرةٍ حمراء نمتُ فرأيتُ هاتفًا يقول "قُم حارب الظلم، أنت المهدي" وكان رجلاً عاقلاً وقال لي: "أعتقد أن الرؤيا أولها حقٌ وآخرها باطل" فقلتُ له: "بل كلها حق" فتعجّب من كلامي، فقلت له: إنها تعني أن الله سيهديك، وتشارك في محاربة الظلم، فقال: "صدقْت، فإني بعد الرؤيا مَنّ الله عليّ بالاستقامة، وشاركْتُ في الجهاد أيام حرب البوسنة ضد الصرب".

والمقصود أنه يستحيل أن نعبر هذه الرؤى على ظاهرها وإلا أصبح عندنا عشرات المهديين بل مئاتٌ، ولا يمكن أن يكونوا كلهم المهدي المنتَظَر الذي بشّر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ومثل هذه الرؤى الصريحة - التي يعتقد من يسمعها أو يراها أنها على ظاهرها في البشارة  - قد يقع بسببها مفاسد وشرور وفتن، ومن ذلك ما كان يعتقده البعض ويحلف ويقسم عليه من أن أبا عمر محمد بن عبد الله السيف - رحمه الله - هو المهدي بسبب عددٍ من الرؤى التي وردتْ فيه، وفهموا منها ذلك.

وكنتُ أقول إن هذه الرؤى تدل على أنه رجلٌ مَنّ الله عليه بالهدى فيما يقوم به من الجهاد والدعوة إلى الله والفُتيا في أرض الشيشان، ويستحيل أن يكون هو المهديُّ الذي بشّر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الرجل ليس من آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - كما صرّح هو بنفسه عن ذلك, وكان بعض من يغلو فيه يقول: لعله من آل البيت وهو لا يعلم!! وكنتُ أقول: حتى لو صح هذا، فإن أحكام الشرع لا تتعلق بأمورٍ تظهر لبعض الناس وتخفى على آخرين، وفي هذه المسألة لا بد أن يكون نسبُه ظاهرًا واضحًا للجميع وأنه من آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قُتِل - رحمه الله - عام 1426هـ  تبيّن صدق وصحة ما كنتُ أقوله - ولله الحمد -، وسيأتي الكلام على ما يتعلق بحادثة جهيمان - رحمه الله - وما حصل من الفتنة في أمر المهدي؛ بسبب الخطأ في تفسير وفهم الرؤى المتعلقة بالشخص الذي كانوا يرون أنه المهدي، ألا وهو محمد بن عبد الله القحطاني - رحمه الله -.

 وإنما أسهبتُ في الحديث عن هذا الأمر؛ لما حدث بسببه ولما سوف يحدث مستقبلاً من مفاسد وفتن نتيجةً للخطأ في فهم الرؤى وتفسيرها في هذا الخصوص.

 ومنذ عام 1426هـ وما بعده من الأعوام كنتُ أحذِّر الشباب وأحذِّر من حولي بأن هناك فِتنًا قادمةً فيما يتعلق بأمر ظهور المهدي وأن هناك شخصيتين سوف تُدَّعى لهما المهدية أو الخلافة والإمامة العظمى وأنه سوف يحصل بسببهما -الشخصيتين- فتنٌ ومفاسد وشرور، ولن يتم لهما الأمر لا من حيث دعوى المهدية ولا من حيث انعقاد البيعة بالخلافة والإمامة العظمى، وأن الأول منهما سيُقتَل وأما الثاني فلم يتضحْ لي من خلال الرؤى ما إذا كان سيُقتَل أو أنه سيرجع عن هذا الأمر ولا يستمر فيه ويَسْلم من القتل.

وها نحن ذا في هذه الآونة، وفي هذا العام 1435هـ نسمع مَن يزعم أن أبا بكر البغدادي - الملقب بأمير المؤمنين للجماعة التي أطلقت على نفسها لقب (الدولة الإسلامية في العراق والشام) - هو الخليفة, وهناك قلةٌ من النّاس بدأوا يتكلمون عنه يقولون لماذا لا يكون هو المهدي الذي بشّر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاصة أنّه قرشيٌّ هاشميٌّ !!

ولا أدري، فلربما كان هذا الرجل هو الأول من الشخصيتين اللتين حذَّرْتُ منهما؛ فيكون مآله إلى القتل!.

لقد كانت الرؤى تأتي بكثرةٍ ويظهر فيها أن جهيمان موجودٌ وحي، وكنتُ أقول: ستتكرر الفتنة في شأن المهدي؛ فاحذروا وانتبهوا , لا تتسرعوا ولا تستعجلوا , ولكنْ قدَرُ اللهِ نافذٌ , وهيَ أحداثٌ ستقعُ ولعلَّ الأمَّة تستفيدُ منها في مستقبل الأيامِ عندَ ظهور المهديِّ الحق , وتعرفُ إلى من تَرُدُّ الأمرَ في هذهِ المسائلِ والأمور العظيمة.
إنَّ هناكَ أشخاصًا كثيرين في العالم الإسلاميِّ تتبّعتُهم , ادَّعوا المهْديَّة ولا يزالون يُصرون على ذلك , وهم موجودون في الوقت الحاضر , ونخشى أن يحدث بسبب أحدٍ منهم فتنة كما حدثت فيما قبل , ونعوذُ بالله من مضلات الفتن.

إنّ الفتن إذا أقبلت التبست فيها الأمور وحارت فيها العقول , والمعصومُ من عصمهُ الله.


يتبع..
**********************


[1]  سورة يوسف, آية: 43.
[2] سورة يوسف, آية: 46.
 [3] سورة يوسف, آية: 41.
[4] ذكره ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، ج: 12، ص: 363.
[5] انظر كتابه ,ص:365 ، ذكر ذلك ضمن الفوائد المستنبطة من سورة يوسف.
[6]  انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) ,ج:12 ,ص:363.
[7] القرافي, انظر كتابه ج:4,ص:411.
[8] انظر كتابه (الإشارات في علم العبارات)، ص: 645.
[9] لقاء الباب المفتوح، اللقاء رقم: (218) ,النص المُفرّغ من موقع إسلام ويب (على هذا الرابط).
[10] انظر (منهج الفتوى في القضايا الفقهية المعاصرة)، ص: 274، ورقة عمل مُقدّمة في مؤتمر: الفتوى واستشراف المستقبل.
[11] انظر(كشف اللثام عن الرؤى والأحلام) ياسر الأمير ، ص:34، وما ذكره المؤلًّف عن الشيخ يوسف المطلق- رحمه الله- في هذا الخصوص.
[12] انظر كتابه (كشف اللثام عن الرؤى والأحلام).
[13] ابن تيمية , نقله عنه ابن عثيمين في (القول المفيد على كتاب التوحيد)، ج:2، ص:77.
[14] انظر(كشف اللثام عن الرؤى والأحلام) ، ص: 34، وما نقله في هذا الخصوص عن الشيخ يوسف المطلق- رحمه الله-.
[15] انظر كتاب (من رأى رؤيا فكانت كما رأى) لإبراهيم الحازمي ,ج1:، ص:155 (بتصرف يسير).
[16] انظر (كشف اللثام عن الرؤى والأحلام), ص:41 فقرة(14)، وانظر ص:72 فقرة(118).
[17] انظر كتاب (إعلام الموقعين عن رب العالمين) لابن القيم,  ج:1 - ص: 190-191,  عند كلامهِ على القياس ودوره في تأويل الرؤيا.
[18] انظر (كشف اللثام عن الرؤى والأحلام), ص:75 فقرة (133).
[19] سورة طه, آية:10.
 [20] سورة النمل, آية:7.
[21] انظر ( كشف اللثام عن الرؤى والأحلام), ص:98  فقرة (25).
[22] سورة الأعراف, آية :84.
[23] سورة هود, آية:82.
[24] سورة الفرقان, آية:40.
[25] سورة الشعراء, آية: 173.
[26] انظر (كشف اللثام عن الرؤى والأحلام) ,ص:98.
[27] رواه البخاري برقم (7128) , انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري), ج:13 - ص:90.
[28] انظر (صحيح مسلم) ت:محمد فؤاد عبد الباقي,ج:1 - ص:155 (كتاب الإيمان/باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال) , حديث رقم(169).
[29] من مشاركة لي في ملتقى أهل الحديث (الرابط هنا).
[30] رواه البخاري برقم(7009), انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري), ج:12 -ص:396. 
[31] انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) ,ج:12 - ص:396.
[32]  انظر(كشف اللثام عن الرؤى والأحلام), ص:76-77 فقرة (137) ,وانظر وجه تأويل الرؤيا وإلى ما ترمز إليه الكعبة.
[33] انظر (كشف اللثام عن الرؤى والأحلام), ص:101 فقرة (35).
[34] انظر (كشف اللثام عن الرؤى والأحلام) ,ص:70 فقرة (110).
[35] سورة البقرة, آية:219.
[36] انظر (كشف اللثام عن الرؤى والأحلام), ص:56 فقرة (63).

Leave a Reply

Subscribe to Posts | Subscribe to Comments

- Copyright © مجالي البوق - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -